يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبادِي(٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي) (٣٠)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)
الفاء هنا للتفصيل والإفصاح عما أجمله قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) فكونه سبحانه وتعالى بالمرصاد ، يرقب العباد ، ويرى ما يعملون من خير أو شر ـ يقتضى أن هناك أعمالا مرصودة مسجلة على الناس ، وأن الناس بحسب أعمالهم وإيمانهم بالله ، وتصور هم لجلاله وعظمته وحكمته ـ ليسوا على حال واحدة ، بل هم أحوال شتى وأنماط مختلفة ، ترجع جميعها إلى أمرين : الشكر ، أو الكفر.
ولما كان المال ، هو محكّ الإنسان ، الذي يختبر به دينه وخلقه ـ فقد وضع الله سبحانه الإنسان فى امتحان إزاء المال ، منحا ومنعا ، وإعطاء وحرمانا .. فماذا كان موقف الإنسان فى هذين الحالين؟.
إنه موقف مختلف ، كما يتيّن ذلك من آيات الله.
(فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)
ففى الحال التي يفيض الله سبحانه وتعالى فيها المال على الإنسان ، ويسوق إليه الكثير منه ، لا يرى أن ذلك ابتلاء واختبار ، كما يرى ذلك عباد الله المتقون ، وكما يقول سبحانه على لسان سليمان عليهالسلام : (هذا مِنْ فَضْلِ