الدنيا ، واستغواه غيّها وضلالها ، فإن النار مأواه ، وأن من ذكر اسم ربه فصلى ، فإنه من أهل الفوز والفلاح ـ فهذا الذي تحدثت به الآيات هو من الحقائق الكبرى الخالدة ، التي حملتها كتب الأنبياء السابقين ، ومنهم إبراهيم وموسى ..
وفى اختيار إبراهيم وموسى من بين الأنبياء والرسل ، إشارة إلى أن إبراهيم هو أبو الأنبياء ، وشريعته من الشرائع الأولى ، وعلى امتدادها جاءت شريعة موسى ، ثم شريعة الإسلام ..
(٨٨) سورة الغاشية
نزولها : مكية .. نزلت بعد سورة الذاريات ..
عدد آياتها : ست وعشرون آية.
عدد كلماتها : اثنتان وتسعون كلمة.
عدد حروفها : ثلاثمائة وواحد وثمانون حرفا.
مناسبتها لما قبلها
ختمت سورة «الأعلى» بالحديث عن الآخرة ، وعن أنها الحياة الخالدة الباقية ، التي تستحق أن يعمل الإنسان لها ، ويؤثرها على الدنيا ، إيثار الحقّ على الباطل ، والعظيم على الحقير ، والباقي على الفاني .. ولكن حب الدنيا قد غلب على أكثر الناس ، فصرفوا همهم كله إلى الدنيا ، ولم يعطوا الحياة الآخرة شيئا من وجودهم ، فجاءوا إلى يوم القيامة ، مفلسين معدمين ، ليس فى أيديهم زاد لها ، بل كل ما يحملون هو أوزار وآثام ، وضلالات .. فكان الحديث