وأسماء الله تعالى ، هى صفاته الموصوف بها ، وهى وإن كانت مما قد نصف به ذواتنا، من العلم ، والسمع ، والبصر ، والقدرة ، وغيرها ، إلا أن لله سبحانه كمال هذه الصفات ، كمالا مطلقا ، على حين أن ما نتداوله نحن من هذه الصفات هو فى حدود وجودنا المحدود، فيقال فلان حفيظ ، وعليم ، وقادر ، وكريم ، وهو فى هذه الصفات كائن بشرى محدود ، واتصافه بها إنما هو بالإضافة إلى غيره ، ممن هو أقل منه حفظا ، أو علما ، أو قدرة، أو كرما ..
فالتسبيح باسم الله ، هو ذكره سبحانه بكل ما له من الأسماء الحسنى ، كما يقول سبحانه : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) (١٨٠ : الأعراف)
والمراد بالتسبيح باسم الله ، هو التسبيح لذاته سبحانه وتعالى .. ولكن الذات العلية لا يمكن تصورها ، وإنما الذي يمكن تصوره ـ مهما بالغنا فى هذا التصور ـ هو ما تتصف به الذات من صفات الكمال التي تتجلى فى أسمائه الحسنى.
وقوله تعالى (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) هو مما نذكره من صفات الله سبحانه وتعالى ، حين نذكر اسمه الكريم : «الخالق» .. فإذا ذكرنا اسم الله هذا ، ذكرنا منه أن الله سبحانه هو المتفرد بالخلق ، لا يشاركه أحد فيما خلق فى السماء أو فى الأرض .. وهو سبحانه الذي سوّى ما خلق ، فأقام كل مخلوق على أتم صورة له وأكملها ، كما أقام من هذه المخلوقات جميعها صورة مسوّاة محكمة للوجود كله «ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت» (٣ : الملك)
وقوله تعالى :
(وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى)