التي يدور فيها الإنسان ، فينقل من ظهر الأرض إلى بطنها ، ثم يعود من بطنها إلى ظهرها ..
وقوله تعالى :
(إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ، وَما هُوَ بِالْهَزْلِ).
هو المقسم عليه بالقسمين السابقين ، وهو أن هذا القول الذي تنطق به آيات الله ، هو قول حقّ ، واقع لا شك فيه ، وليس هو بالهزل الذي لا تقصد به دلالاته ومعانيه ..
وقوله تعالى :
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً).
هو تعقيب على قوله تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ، وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) ـ وهو فى موقع جواب عن سؤال هو : ماذا كان موقف المشركين من هذا القول الفصل؟ فكان الجواب : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) أي يمكرون مكرا ، ويستقبلون هذا القول بالمماحكة والجدل ، وينصبون الشراك له ، ويقيمون المعاثر فى طريقه ، ليصدّوا الناس عنه .. إنهم فى حرب معه ، يكيدون له بكل يقدرون عليه ، مجتمعين ، أو فرادى ..
وقوله تعالى :
(وَأَكِيدُ كَيْداً).
هو ردّ على كيد هؤلاء الكائدين ، لإبطال كيدهم ولقتلهم بالسلاح الذي يحاربون به كلام الله .. وهذا مثل قوله تعالى : (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ ، وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) .. فهم إذا كادوا للقرآن ، ودبروا أمرهم بليل ، فإن الله سبحانه وتعالى كيدا ، حيث يأخذهم العذاب ، وهم لا يشعرون.