كبأس أبطال الحرب وقوتهم ، وأنهم فى حرب مع أولياء الله ، يلبسون لباس الحرب دائما.
قوله تعالى :
(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ، وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ)
هو إضراب عن انتفاع المشركين بهذه العبر والمثلات ، التي يقصها الله سبحانه وتعالى من أخبار القرون الأولى ، وما أخذ به أهل الضلال والسفه والعناد .. فالذين كفروا «فى تكذيب» أي هكذا شأنهم دائما ، هم فى سلسلة لا تنقطع من التكذيب لكل ما يسمعون من آيات الله ، دون أن يصغوا إلى ما يسمعونه ، أو يعقلوه .. فالتكذيب بآيات الله وبرسل الله ، هو الظرف الذي يحتويهم فى كل زمان ومكان ..
وقوله تعالى : (وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ) تهديد لهم بأن الله سبحانه وتعالى محيط بهم ، وهم فى غفلة عن هذا ، وهم لهذا سيؤخذون دون أن يشعروا ، لأنهم غافلون عن علم الله ، وعن قدرته ، ذاهلون عن عقابه الراصد للمجرمين الضالين ..
وقوله تعالى :
(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)
هو إضراب عن هذا الإضراب .. وذلك أن المشركين ، وإن لم ينتفعوا بما فى القرآن ، ولا بشىء من نوره الذي يملأ الآفاق .. فهو قرآن مجيد ، أي عالى القدر ، رفيع الشأن لا ينال منه هذا النباح ، ولا يصل إلى سمائه هذا العواء ، من المشركين الضالين .. أنه فى لوح محفوظ عند الله ، وفى كتاب مكنون ، ولا يمسّه ، ولا يصافح نوره ، إلّا من طهرت أنفسهم من دنس الكفر ورجس الضلال ..