قوله تعالى :
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)
البطش الأخذ بالشدة الباطشة ، كما فى قوله تعالى : (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) أي أن عقاب الله سبحانه للمجرمين عقاب شديد ، متمكن منهم ، لا يجدون سبيلا للفرار منه .. وفى هذا وعيد للمشركين ، وشدّ لأزر النبىّ ، وإلفاته إلى أن هؤلاء المشركين هم فى قبضة الله ، لا يفلتون منه أبدا.
وقوله تعالى :
(إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ).
أي أنه سبحانه يبدىء الخلق ويعيده ، فيحيى ويميت ، ويميت ويحيى ، وفى هذا دليل على القدرة الفعّالة الدائمة ، القائمة على تدبير هذا الوجود ، وتبدّل صوره حالا بعد حال ، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (٢٩ : الرحمن).
وقوله تعالى :
(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ. ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ. فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ).
أي ومن صفاته سبحانه أنه «الغفور» أي الكثير للغفرة لذنوب عباده المؤمنين ، الذين يجيئون إليه تائبين مستغفرين : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (٨٢ : طه) .. وهو سبحانه «الودود» أي الكثير الودّ لمن وادّ الله ورسوله ، كما يقول سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (٩٦ : مريم) وهو سبحانه صاحب السلطان الرفيع العظيم ، الذي لا يساميه سلطان.
وهو ـ سبحانه ـ الفعال لما يريد .. أي يفعل ما يشاءدون معوق أو معقب .. فكل ما أراده سبحانه تمضيه قدرته ..