عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (٣٥) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ) (٣٧)
____________________________________
التفسير :
بعد أن أنذرت الآيات السابقة الناس بالنفخ فى الصور ، والبعث من القبور ، ثم ساقتهم للعرض على الله ، للحساب والجزاء ـ جاءت تلك الآيات بعدها لتضع الناس مواضعهم ، وتنزلهم منازلهم يوم القيامة .. فهم سعداء وأشقياء .. أصحاب الجنة ، وأصحاب النار ..
وقوله تعالى :
* (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ* إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ* قُطُوفُها دانِيَةٌ* كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ ..)
هو بيان لأحوال أهل السلامة فى هذا اليوم ، يوم القيامة .. حيث تسير خطواتهم إلى الجنة ، على هدى ونور من ربهم ، وحيث تلقاهم البشريات على كل مرحلة من مراحل مسيرتهم إلى رضوان الله.
فمنذ يخرج المؤمن من هذه الدنيا ، وتفارق روحه الجسد ، وهو يرى مشاهد النجاة ، وينشق أرواح الجنة ، ويشم أريجها العطر .. كما يشير إلى هذا قوله تعالى : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٣٢ : النحل) فهذه أولى بشريات المؤمن ، وهو على أول الطريق إلى الله ، والدار الآخرة ..
فإذا كان يوم القيامة ، ووقع النفخ فى الصور ، وبعث الموتى من القبور ـ