مقيدة بها ، جارية مع القدر الذي أرادته مشيئة الله .. فهى مشيئة مطلقة فى داخل الإنسان، مقيدة من خارج بالمشيئة الإلهية العامة الشاملة ..
وقوله تعالى : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) ـ أي هو سبحانه أهل لأن تتّقى محارمه ، ويخشى عقابه ، وهو سبحانه أهل المغفرة ، يرجى عنده غفران الذنوب ، لمن أناب إليه ، وطلب الغفران منه .. وفى هذا إشارة إلى أن مشيئة الله العامة المطلقة ، عادلة ، رحيمة ، منزهة عن الجور والتسلط .. إنها مشيئة الخالق فى خلقه. فالخلق فى ضمان هذه المشيئة ، فى رحمة الله ، أيّا كانت مشيئة الله فيهم .. والله سبحانه وتعالى يقول : (وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) (٢٥١ : البقرة). ويقول سبحانه : (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (١٤٣ : البقرة) وفى الحديث : «لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها».
* * *