سبعة أعظم» .. فهذه الأعضاء ـ أعضاء السجود ، هى لله ، وهو سبحانه الذي خلقها ، فلا ينبغى أن يسجد بها لغير خالقها ..
قوله تعالى :
* (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً).
عبد الله ، هو رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفى إضافته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ إلى الله سبحانه وتعالى بصفة العبودية ، تكريم وتشريف له ، ورفع لمقامه الكريم عند ربه ، وأنه عبد الله ، الخالص العبودية لله ، والمثل الكامل لهذه العبودية ، التي تحققت فيه وحده ، فانفرد بها فى هذا المقام ، فحيث أضيف عبد إلى الله من غير ذكر اسمه ، فالمقصود هو محمد صلوات الله وسلامه عليه ..
وقد أضاف الله سبحانه وتعالى كثيرا من عباده المكرمين إليه بلفظ العبودية ، ولكنها لم تكن إضافة مطلقة ، بل كانت مقيدة بذكر اسم هذا العبد المضاف إلى الله ، كما يقول سبحانه : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) (٢ : مريم) وكما يقول تبارك اسمه : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ) (٤١ : ص)
ويقول جل شأنه : (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) (٤٥ : ص) وفرق كبير فى مقام التكريم والتشريف بين إضافة رسول اللهصلىاللهعليهوسلم بالعبودية إلى ربه إضافة مطلقة ، وبين قيد هذه الإضافة بالاسم الدال على صاحبها ، وإن كانت تلك الإضافة مما يلبس صاحبها تاج الكمال وينزله أعلى منازل الرضوان .. ولكن فوق هذا المقام الكريم العظيم مقام ، ينفرد به رسول الله محمد وحده ..