آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (١٣) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (١٤) وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (١٥)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً).
جاء فى سورة الأحقاف قوله تعالى : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ* قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ* يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ* وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ ، أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢٩ ـ ٣٢ : الأحقاف) ـ وهذا يعنى أن الجن عقلاء ، مكلفون من الله سبحانه وتعالى ، ومدعوون إلى الإيمان بالله على يد رسل منهم ، أو من البشر ، فقد كان منهم المؤمنون بشريعة موسىعليهالسلام ، كما كان منهم الذين آمنوا بشريعة الإسلام.
وهذه الآيات ، هى أخبار خاص للنبى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بما كان من توجيه الله سبحانه وتعالى نفرا من الجن إلى مجلس النبي ، يستمعون إليه ، وهو يتلو آيات الله ، ليلة مبيته بموضع يقال له نخلة ، وهو فى طريق عودته من ثقيف ، بعد أن جاءهم يعرض عليهم الإيمان برسالته ، فجبهوه بالبهت ، وردوه فى غلظة وجفاء.