وهذه الآيات ، تواجه المشركين ، الذين أبوا أن يستجيبوا لدعوة الإيمان ، وأن يكونوا من المؤمنين ..
وفى قوله تعالى :
* (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ. عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ)؟
المراد بالذين كفروا هنا ، هم المشركون ، الذين دخلوا فى الحكم الذي أشار إليه قوله تعالى فى الآيات السابقة : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً. إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً).
وقد استثنى من هذا الحكم العام على الإنسان ـ المؤمنون ، الذين هم على صلاتهم دائمون ، والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم .. إلى آخر ما وصفهم الله سبحانه وتعالى به من صفات تدنيهم من التقوى ، وتقربهم من الله .. وقد وعد الله هؤلاء المؤمنين بمقام كريم فى جنات نعيم ..
وإنه إذ تنتهى آيات الله بالمؤمنين إلى هذا الموقف ، وتنزلهم منازل الرضوان فى جنات النعيم ـ تلتفت إلى هؤلاء المشركين ، فتسأل النبي الكريم عنهم ، سؤال المنكر لهذا الموقف الذي هم فيه من النبىّ : (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ؟) أي ما بالهم يتحركون بين يديك يمينا وشمالا ، مسرعين إلى شئون شتى ، من جدّ أو هزل ، دون أن يلتفتوا إليك ، أو يستجيبوا لدعوتك؟.
وقبل النبي : تجاهه ، وقبالته ..
ومهطعين ، أي مسرعين .. كما في قوله تعالى : (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) (٨ : القمر).
وقوله تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) بيان لحال المشركين ،