هو دعوة إلى اللتين دبر تا هذا الكيد النبىّ ، سواء أكانتا حفصة وعائشة ، أم غيرهما ، من أزواجه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ هو دعوة إليهما من الله سبحانه وتعالى ، أن يتوبا إليه جل شأنه ، مما كان منهما فى حق النبىّ ، وفيما وقع فى نفسه الشريفة من أذى من فعلهما ، وإن كانتا لم تقصدا النبىّ بأذى ، وإنما كان ذلك عن تنافس فى حبه ، وحرص على أن تنال كل واحدة من نسائه أكبر قدر من القرب منه ، والاستظلال بظل جلال النبوة وعظمتها ..
وقوله تعالى : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) هو سبب متصل بالشرط : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ) أي إن تبتما إلى الله ، إذ قد صغت قلوبكما ، أي مالت عن قصد السبيل .. ويكون الشرط دعوة آمرة بالتقوى ، أي توبا إلى الله فقد صغت قلوبكما .. فإن تبتما إلى الله غفر الله لكما .. فجواب الشرط محذوف ..
وفى جمع القلوب ، مع أن المخاطب مثنى إشارة إلى أن القلبين قد أصبحا قلوبا ، لما وقع فيهما من خواطر مختلفة ، ذهب كل خاطر بشطر منها .. فكان كل قلب مجموعة من القلوب ..
وقوله تعالى :
(وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ .. فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) ..
أي وإن لم تتوبا إلى الله ، وتمضيا فيما أنتما فيه من كيد للنبىّ ومن تظاهر بينكما وتساند فى الكيد له ـ فإن الله هو مولاه الذي يدفع عنه هذا الكيد وجبريل ، ظهير له ، وناصر ، بما ينزل عليه من آيات ربه ، وكذلك كل صالح من المؤمنين .. هو ظهير للنبىّ ، ومدافع عنه .. ثم الملائكة جميعا ، هم عون النبىّ فى