٦٣ ـ سورة «المنافقون»
نزولها : مدنية
عدد آياتها : إحدى عشرة .. آية
عدد كلماتها : مائة وثمانون .. كلمة
عدد حروفها : سبعمائة وستة وسبعون .. حرفا
مناسبتها لما قبلها
كان ختام سورة «الجمعة» كاشفا عن وجه من وجوه المنافقين ، الذين كانوا يشهدون صلاة الجمعة مع النبىّ ، حتى إذا سمعوا لهوا ، أو أحسّوا قدوم تجارة ، أسرعوا إلى هذا اللهو ، أو تلك التجارة ، دون أن يشعروا بأنهم بين يدى النبىّ ، وفى مقام ذكر الله .. لأن قلوبهم خالية من هذه المشاعر التي تصلهم بالله ، وبرسول الله .. إنهم ما جاءوا رغبة فى مرضاة الله ، ولا شهودا لذكر الله ، وإنما جاءوا حتى يراهم المؤمنون أنهم على الإيمان بالله ، مداراة لنفاقهم ، وسترا لكفرهم .. ثم إنهم ما إن تهبّ عليهم سحابة ريح من أي اتجاه ، حتى تعرّبهم من هذا الثوب الزائف الذي لبسوه ، ودخلوا به فى زمرة المؤمنين ـ وقد ناسب ذلك أن تجىء سورة المنافقين ، فى أعقاب سورة الجمعة لتكشف عن أكثر من وجه من وجوه النفاق .. كما سترى ذلك ، فيما حدّثت به السورة عن النفاق والمنافقين.
هذا ، ويلاحظ أن ما جاء فى ختام سورة «الجمعة» عن المنافقين قد جاء تلميحا .. وأن ما جاءت به سورة «المنافقين» عنهم ـ كان تصريحا يكشف عن هذا التلميح .. وهذا من أروع وأعجب ما يرى من إعجاز القرآن ، حيث يمسك ختام سورة «الجمعة» ، وبدء سورة «المنافقين» بالصورة الكاملة للمنافقين ، فى ظاهرهم وباطنهم جميعا .. فهم فى الظاهر مؤمنون ، يشهدون مشاهد المؤمنين فى الصلاة وغيرها ، وهم فى الباطن منافقون ، كاذبون!