أو فى ميدان من ميادينها ، بل ينبغى أن يكون لهم فى كل ميدان مجال ، وفى كل موقع عمل ..
وفى الدعوة إلى الانتشار فى الأرض بعد الاجتماع بين يدى الله فى الصلاة ـ فى هذا جمع بين العبادة والعمل ، وبين ذكر الله والسعى فى الأرض .. فقد جاءت الدعوة من الله سبحانه لصلاة الجمعة ، موجهة إلى من هم مشغولون بالعمل ، ساعون لطلب الرزق ، وإن كانت الدعوة عامة إلى كل من تجب عليه صلاة الجمعة .. ثم جاء الأمر إلى هؤلاء الذين حضروا الصلاة ـ أن ينتشروا فى الأرض ، ويبتغوا من فضل الله ، بعد أن تزودوا بهذا الزاد الطيب من ذكر الله ، وبذلك يستقيم لهم الطريق ، وتفتح لهم أبواب الرزق الطيب المبارك.
وفى قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ـ إشارة إلى هؤلاء المنطلقين للعمل ، الساعين إلى الابتغاء من فضل الله ، أن يذكروا الله دائما ، وأن يستحضروا جلاله وعظمته ، فى كل حال ، لا فى وقت الصلاة .. ففى ذلك فلاح أي فلاح ، حيث يجد الذاكر لله سبحانه وتعالى ، حارسا يحرسه من وساوس الشيطان ، وأهواء النفس ، فلا يتعثر ، ولا ينحرف ، ولا يزلّ.
قوله تعالى :
(وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).
اللهو : ما يشغل الإنسان من هزل الأمور عن جدّها .. والانفضاض : التفرّق فى عجلة ، وفى غير نظام.