لا يخلو أي مجتمع من المجتمعات البشرية من هذا الضعف الإنسانى ، وحيث لم تسلم دعوة من دعوات الرسل من أن يقع فى محيطها مثل ما يرى النبي فى محيط دعوته ، من منافقين ، ومنحرفين ..
فهذا موسى ـ عليهالسلام ـ قد لقى من قومه اليهود ، الذين يرى النبي أبناءهم يكيدون له ، ويكيدون لدعوته ـ قد لقى منهم نبيهم موسى ألوانا من الكيد ، وصنوفا من الأذى .. وإذن فليوطن النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ نفسه على أنه سيستقبل صورا من الأذى الذي لا ينقطع أبدا ، ما دام قائما فى مواجهة الناس بتلك الدعوة ، سواء فى هذا ما يكون من المشركين والكافرين والمنافقين ، أو من المؤمنين الذين لم تطمئن قلوبهم بالإيمان .. فتلك هى الحياة ، وهؤلاء هم الناس ..!!
والأذى الذي لقيه موسى من قومه ، هو ما كان يأتيه منهم من مكر بآيات الله ، وشرود عن الطريق الذي أقامهم عليه .. فقد كانوا أبدا فى لجاج وعناد ، وفى تحدّ وتكذيب لآيات الله التي بين أيديهم ..
وفى القرآن الكريم مواقف كثيرة لإعنات اليهود لموسى ، وشرودهم ، وجماحهم عن طريق الهدى ..
لقد أنجاهم الله على يد موسى من فرعون ، ومما كان يسومهم ، من سوء العذاب ، وبين أيديهم ، وأمام أعينهم ضرب موسى البحر بعصاه ، فأقام من هذه الضربة طريقا فى البحر يبسا ، سلكوه ، وعبروا به الجانب الآخر من البحر ، على حين أنه أطبق على فرعون وجنوده حين اتخذوا هذا الطريق مركبا فكانوا من المغرقين ..
ومع هذه المعجزة القاهرة ، فإن بنى إسرائيل ما كادت تستقر أقدامهم فى