وهذه الفرقة بين المؤمنة وزوجها المشرك ، قد جاءت من جهة المرأة ، وكأنها بهذا هى التي رغبت فى المفارقة ، فكان عليها ـ والأمر كذلك ـ أن تردّ إليه ما أخذت منه من صداق ..
روى أن جميلة امرأة ثابت بن قيس ، جاءت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : يا رسول الله ، لا أجد فى ثابت بن قيس عيبا من خلق أو إيمان ، ولكنى لا أجد فى طوقى مجاراته .. فسألها الرسول الكريم : هل تعيد إليه حائطه (أي بستانه) الذي جعله صداقا لها ، إذا هو طلقها؟ فقالت نعم ، فأمر النبي بردّ الحائط إلى ثابت ، وتطليقها»
فهذا أشبه بالفرقة الواقعة من المرأة ، تخرج من عصمة زوجها المشرك ، بدخولها فى دين الله ..
وفرق واحد هنا ، وهو أنها لا تحمل بدخولها فى دين الله غرما ، فلا تردّ ما أمهرها به زوجها المشرك من مالها هى ، بل يتحمل ذلك عنها المسلمون الذين هاجرت إليهم ، وحلّت بينهم ..
وقوله تعالى : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) أي أن هذه الفرقة بين المرأة المؤمنة وزوجها المشرك ، تعتبر طلاقا بائنا ، يحلّ للمسلم بعد هذا ، زواجها ، بعد انقضاء عدتها ، وبعد إيتائها المهر المناسب لها ..
وقوله تعالى : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ)
العصم : جمع عصمة ، وهى ما يعتصم به ، وهى كناية عن رباط الزوجية ، الذي يربط كلّا من الزوجين بصاحبه ، ويعتصم به.
والكوافر : جمع الكافرة. وقد جمعت جمع تكسبر ، ولم نجمع جمع المؤنث السالم «الكافرات» استخفافا بهن ، وعزلا لهن عن مجتمع العقلاء ،