وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ..
الفيء لغة : ما نسخته الشمس من الظل .. والأصل فيه الرجوع إلى الشيء المتروك ، ومنه قوله تعالى : (فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٢٢٦ : البقرة) ..
والفيء : شرعا ما أفاء الله على المجاهدين من أموال الكافرين من غير قتال .. وفى هذا إشارة إلى أن ما فى أيدى الكافرين من أموال ، هى فى حقيقتها أموال المؤمنين ، إذ كانوا هم أولى بها ، وأعرف بحق الله والعباد فيها .. فلما أخذها المؤمنون من أيدى الكافرين ، أصبحت وكأنها فاءت ، أي عادت إلى أهلها الذين هم أحق بها ..
وقوله تعالى : (وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ .. فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) أي والذي أفاءه الله على رسوله من أموال بنى النضير ، فإنكم ـ أيها المؤمنون ـ لم تسيّروا إليه خيلا ولا إبلا ، ولم تقاتلوا عليه ، إذ كان القوم قريبا منكم فمشيتم إليهم بأقدامكم من غير خيل أو إبل ، وقد استسلموا لكم من غير قتال ..
والوجيف : ضرب من السير السريع ، فيه اضطراب للركاب من حركة عدو الحيوان الذي يركبه .. ومنه وجيف القلوب ، أي اضطرابها ، ومثل هذا ما يشير إليه قوله تعالى : (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ). (٨ : النازعات) ..
وهذا الخبر يشير إلى أمرين :
أولهما : أنه ليس للمؤمنين أن يحزنوا على ما قطعوا من نخل .. فإن