هو بيان للسبب الذي من أجله أنزل الله سبحانه ما أنزل من بلاء فى الدنيا ، وما أعد من عذاب فى الآخرة ـ لهؤلاء القوم من بنى النضير ، ومن على شاكلتهم .. إنهم شاقّوا الله ورسوله ، أي كانوا على شقاق وخلاف لله ولرسوله .. وإنه ليس لمن يشاقّ الله ، ويحيد عن صراطه المستقيم ؛ إلا أن يلقى العذاب الشديد من الله ..
(فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) لمن يشاقه ، ويشاق رسوله.
هذا ، وقد جاء التعليل للعذاب جامعا بين مشاقة الله ومشاقة رسوله فى قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ ..)
ثم جاء الشرط الموجب للعذاب ، بمشاقة الله وحده ، دون رسوله فى قوله تعالى :
(وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) .. وذلك للإشارة إلى أن مشاقة الرسول ، هى مشاقة لله ، سواء بسواء ، إذ كان الرسول هو رسول الله ، وكلماته التي يتلوها على الناس ، هى كلمات الله .. فذكر الرسول مع الله ، أولا ، ثم الاكتفاء بذكر الله وحده ثانيا ـ هو تأكيد لهذا المعنى ، وإقامته على التسوية بين مخالفة الله ومخالفة رسوله .. وكما يكون هذا فى المعصية والخلاف ، يكون فى الطاعة والولاء .. كما يقول سبحانه : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) (٨٠ : النساء) ..
قوله تعالى :
(ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ)