وزينتها من أموال وأولاد ، لا لسدّ الحاجة ، وإنما لإشباع رغبة التعالي والتفاخر ، تلك الرغبة التي كلما ألقى إليها ما تشتهيه ، اشتد جوعها ، وازداد نهمها ، فلا تشبع أبدا ..
هذا ، ويلاحظ أن الآية الكريمة جمعت بين خمسة أمور ، من أمور الدنيا ، هى موطن الفتنة بها ، ومصدر الداء لكل من كان من صرعاها .. وهى اللعب ، واللهو ، والتزين ، والتفاخر ، والتكاثر فى الأموال والأولاد ..
ويلاحظ كذلك ، أن هذه الأمور ليست على سواء فيما يصيب الناس منها من ضرر ..
فاللعب ، وهو شغل الجسد ، والعقل ، بما يلعب به اللاعبون ـ هو أكبر هذه الأمور ضررا ، وأشدها بلاء على الإنسان ، حيث يستهلك وجوده كله ، حسّا ، ومعنى ، فيما لا طائل تحته .. إنه لعب كلعب الأطفال ..
واللهو ، وإن كان ضربا من اللعب ، إلا أنه قد يكون فى جانب من جانبى الإنسان ، ظاهره ، أو باطنه .. فهو بهذا فى المرتبة الثانية من السوء والبلاء ..
ثم تجىء الزينة ، لتأخذ مكانا وسطا بين اللعب واللهو ، وبين التفاخر والتكاثر ..
فلو وقف المرء بالزينة عند الحد الذي لا يجاوز به المطلوب ، من التجمل ، إلى طلب التفاخر والتكاثر ـ لكان ذلك محمودا غير مذموم ..
ومن هذا ندرك أن الدنيا ليست شيئا بغيضا ينفر منه الإنسان ، ويفر من