إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التّفسير القرآني للقرآن [ ج ١٤ ]

181/521
*

الطبيعي ، أشبه بالكحل ، يزيد العيون حسنا ، ويلقى عليها فتنة وسحرا .. يقول جرير :

إن العيون التي فى طرفها حور

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

وهن أضعف خلق الله إنسانا!

قوله تعالى :

(لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).

مضى تفسير هذه الآية فيما سبق ..

قوله تعالى :

(مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) ..

هو مقابل لقوله تعالى فى وصف حال أهل الجنتين العاليتين : (مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ) ..

الرفرف : المسند ، ووصف بلفظ الجمع «خضر» ـ إشارة إلى أن لكل من أهل الجنة مسندا خاصا يتكىء عليه .. والمساند جميعها ذات لون واحد .. فهى مفردة فى صفوفها ، جمع فى لونها ..

والعبقرىّ : الجيد من البسط : الخارق للعادة فى دقة صنعه .. والعبقري : نسبة إلى «عبقر» ـ وهو واد كانت العرب تعتقد فى جاهليتها أنه موطن الجن ، وإلى الجن تنسب الأعمال الخارقة التي تتجاوز حدود الطاقة البشرية ، ومنه سمى «العبقري» وهو الذي يجىء فى أفعاله بالخارق والمعجز لغيره.

وهنا فرق آخر يظهر فى متّكأ أصحاب كلّ من الجنتين العاليتين ، والجنتين الواقعتين تحتهما ..