له ضلاله وغروره ، أن هذا الخير الذي أصابه بعد الضرّ ـ هو من عمله ، وحسن تدبيره ، فيقول : (هذا لِي) أي هذا من كسبى ، وحسن تدبيرى ، فهو لى ، وليس لله فيه شىء ، فلا يكون منه حمد لله ، ولا ذكر لفضله وإحسانه .. ثم يمضى فى غروره وضلاله ، فيدخل على نفسه الشكّ فى أمر البعث والحساب والجزاء ، كى يطلق العنان لشهواته ونزواته ، غير عامل أي حساب ليوم الحساب : (وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً)!.
ثم إذا به بعد أن ألقى بذور الشك فى يوم القيامة ، وغرسها فى مشاعره ، يعود فيروى هذه البذور بالآمال الكاذبة ، والأمانىّ الباطلة ، حتى يخيل إليه منها أنها قد استوت على سوقها ، ثم أزهرت وأثمرت .. فيحدّث نفسه بهذا الحديث الكاذب : (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى)! هكذا ينتقل به الضلال ، من وهم إلى وهم ، ومن خداع إلى خداع ، حتى يرد موارد الهلاك!.
(وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً)!.
إنه مجرد ظنّ! يحتمل أن تقوم الساعة ، أو لا تقوم!.
وماذا لو قامت الساعة!.
إنه لا خوف عليه منها! وماذا يخيفه؟ إن له عند الله فى الآخرة ـ إن كانت هناك آخرة ـ مثل ما كان له فى الدنيا أو أكثر!! ..
وهكذا يزين الضلال لأهله!
وقد أبطل الله سبحانه هذه الأمانى الباطلة ، وردّها على أهلها حسرة وندامة ،