وتعهدها بالرعاية والري ، طالت ، وانداحت ، وأزهرت ، وأثمرت ، وملأت وجه الأرض المغبرّة ، حسنا ، وجمالا ، وخيرا ..
وشبه المسلمون بالزرع لأنهم كثير ، ولأن كل واحد منهم له ذاتيته إلى جانب هذه الشجيرات الكبيرة التي يضمها الحقل ..
وقوله تعالى : (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) ـ هو إشارة إلى هذا الزرع الطيب ، الذي يملأ العين سرورا ورضا ، وهو فى الوقت نفسه يملأ قلوب الكافرين حسرة وحسدا ..
وقوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) إشارة إلى أن وصف المؤمنين لا يتم إلا بالعمل الصالح وأن الذين لهم المغفرة والأجر العظيم من الله ، هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، لا المؤمنون على إطلاقهم .. وهذا هو السر فى قوله تعالى : (مِنْهُمْ) الذي يعزل الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، عن الذين آمنوا ولم يعملوا الصالحات .. فهؤلاء غير أولئك ..
(هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)
***