ومن هذا العبارات وأمثالها يقيم قسّ الأدلة والبراهين على وجود إله قائم على هذا الكون .. فإذا جاء إلى الموت لم ير فيه إلا حكما واقعا على الأحياء ، وأنه سفر بلا عودة ، وذهاب ولا إياب .. وينسب إليه أنه كان يقول :
فى الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومى نحوها |
|
يمضى الأكابر والأصاغر |
أيقنت أنى لا محا |
|
لة حيث صار القوم صائر |
لا يرجع الماضون لا |
|
ولا يبقى من الباقين ناظر |
فهو ـ كما ينطق هذا الشعر ـ لا يرى عودة للموتى ، وإن كان يرى أن لا بقاء لحىّ فى هذه الحياة.!
قوله تعالى :
(أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ).
هو تهديد لهؤلاء المشركين المكذبين برسول الله ، وبما يتلو عليهم من آيات الله ،. وأنهم ليسوا أحسن حالا من قوم تبع الذين أهلكهم الله وبدد شملهم ، فلم يغن عنهم ما كانوا فيه من عزة وقوة ومنعة ..
وقوم تبع ، هم الذين كانوا يسكنون اليمن ، قبل أن يشملها الخراب والدمار ، بانهيار سدّ مأرب .. وتبّع هو الجدّ الأعلى لقومه ..