الضالون فيما ذكره الله تعالى على لسان كل ضال : (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي) (٩ ـ ١٠ : هود)
وقوله تعالى : (إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) توكيد لجهل القوم وضلالهم ، وسفاهة منطقهم فيما يقولون عن مشيئة الله .. فهو قول لا مستند له من علم ، أو عقل ، وإنما هو قائم على الوهم والتخمين .. (إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) أي ما هم إلا يخرصون ، أي يرجمون بالغيب .. وإن من يبنى معتقده ، ويقيم دينه على مثل هذه الأوهام والظنون ، لا يصل إلى حق أبدا ، والله سبحانه وتعالى يقول : (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ) (١٠ ـ ١١ : الذاريات).
قوله تعالى :
(أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ).
هو معطوف على قوله تعالى : (ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ) أي ليس عندهم بما يقولون علم ذاتىّ ، اهتدوا إليه بعقولهم ، ولا علم من كتاب آتاهم الله إياه ، قبل هذا الكتاب الذي يتلوه عليهم رسول رب العالمين ..
فالمراد بالاستفهام هنا ، النفي ..
قوله تعالى :
(بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ)
أي إنه ليس لهم علم من ذات أنفسهم ، ولا من كتاب جاءهم قبل هذا الكتاب ، وإنما كل ما عندهم ، هو ضلال ورثوه عن آبائهم ، وقالوا لمن يسألهم عن دينهم الذي يدينون به ، ويعبدون عليه الملائكة من دون الله ، على اعتبار أنهم ، بنات الله ـ قالوا : (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) أي على دين .. فالأمة