وشيعة المرء ، أولياؤه وأنصاره ..
وحسب إبراهيم ـ عليهالسلام ـ من شيعة نوح ، لأنه كان على الإيمان ، بفطرته ، فلم تستحب فطرته لعبادة صنم .. فكأنه بهذا كان ممن آمن مع نوح ، وركب معه السفينة ، وكان من الناجين .. ثم إن إبراهيم قد اعتزل قومه ، وتركهم لضلالهم يتخبطون فيه حتى يهلكوا ، كما فعل نوح باعتزاله قومه بركوب السفينة تاركا إياهم للبلاء الذي حلّ بهم .. ولهذا كان إبراهيم أمة وحده ، كما يقول الله تعالى : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٢٠ : النحل).
(إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
أي أن إبراهيم كان على نهج نوح وطريقته ، حين جاء ربه ، أي أقبل على ربه «بقلب سليم» أي قلب قد سلم من آفات الشرك والضلال ، فلم تعلق بفطرته شائبة ، بل ظل على الفطرة التي فطره الله عليها ، لم يدخل عليها شىء من غبار الشّرك ، الذي كان يسدّ وجه الأرض ..
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ) ـ بدل من قول الله تعالى : (إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) .. أي أن إبراهيم كان شبيها بنوح ، حين قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون؟ أي منكرا عليهم تلك المعبودات التي يعبدونها من دون الله .. فهو ونوح على طريق سواء ..
(أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ).
الإفك : الباطل والمفترى من الأمور ..
وآلهة : بدل من «إفكا» ..