عن صغرهن ، وأنهن لم يلقين الرجال ، ولم يتصلن بهم .. (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ). (٥٦ : الرحمن)
والعين ، جمع عيناء ، وهى واسعة العينين ، فى كمال وجمال .. وفى هذا احتراس مما قد يفهم من وصفهن بأنهن قاصرات الطرف ، أن هذا القصر عن داء بهذه العيون ، وأن خلقتها هكذا مغلقة ، أو متكسرة .. وكلّا ، فإنها فى حقيقها عيناء .. ولكنه الحياء ، والخفر ، قد أمسكا بها عن أن تمتلىء بالنظر الحادّ ، إلى الرجال!.
ـ وقوله تعالى : (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) وصف لألوانهن ، وأنهن بيضاوات ، كأنهن البيض المكنون ، أي المحفوظ من الشمس ، والغبار .. تحت أجنحة الطير .. فهو باق على بياضه ونقائه ..
وفى تشبيه لون بشرة المرأة بالبيض المكنون ، إعجاز من إعجاز القرآن فى دقة الوصف ، وصدقه .. فالبيض المكنون تحت أجنحة الطير ، يضم فى كيانه حياة يغتذى منها قشر البيض نفسه ، كما تغتذى بشرة الجلد فى جسد الكائن الحىّ .. ثم إن هذا البيض يحمل فى كيانه الحياة فى مطلع نموها ، واكتمالها .. فهى إذن ليست حياة مولية ، وإنما هى حياة مقبلة ، كتلك الحياة التي فى كيان هؤلاء الفتيات من حور الجنة .. فالقشرة التي تحتوى البيضة ، تشير إلى ما فى كيانها من حيوية متدفقة .. تماما كتلك البشرة التي تحتوى جسد الشباب المتدفق حياة وقوة!.
قوله تعالى
* (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ).
الفاء فى «فأقبل» للسببية ، أي أنهم وقد جلسوا على سررهم ، متقابلين ،