ومفهومها؟ وإن لهم فى هذا القول لمنطقا لو كانوا يطلبون الحق أو يبتغون الهدى .. وقد ردّ الله سبحانه عليهم بقوله : (أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ)؟ أي كيف يتفق أن يكون اللسان الأعجمى مفصحا مبينا عند من لا يحسن إلا العربية؟ فإما أن يكون الكلام بغير العربية التي لا يحسنونها ، أو بالعربية التي هى لسانهم .. أما أن يكون الكلام غير عربى ، ثم ينطق بما يفهمه العربي ؛ فهذا ما لا تحتمله طبيعة اللغة ، أي لغة ..!
وقوله تعالى : (أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ) استفهام إنكارى لهذا المقترح الذي يقترحونه على النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وهو أن يكون اللسان الذي يخاطبهم به لسانا أعجميا عربيا معا!. أي بلغة غير لغتهم ، ثم تكون تلك اللغة مفهومة لهم!!
قوله تعالى : (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ) أي هذا القرآن هو هدى وشفاء للذين آمنوا ، يجدون فى آياته وكلماته ما يهديهم إلى الحق والخير ، وما يذهب بما فى عقولهم وقلوبهم من زيغ وضلال ..
وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) أي أن الذين لا يقبلون الإيمان ، ولا تستجيب طبيعتهم له ـ هؤلاء لا حظ لهم من القرآن ، إلا الصمم فى آذانهم ، وإلا العمى فى أعينهم ، فلا يسمعون ما يتلى عليهم منه ، ولا تستضىء أبصارهم بما فيه من هدى ..
فقوله تعالى : (فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ) متعلق بمحذوف ، هو خبر الذين لا يؤمنون .. أي والذين لا يؤمنون يقع فى آذانهم صمم عند سماع القرآن ..
وقوله تعالى : (وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) أي ويرد عليهم من القرآن عمى يصيبهم فى أبصارهم وبصائرهم ..
وقوله تعالى : (أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) ..
الإشارة هنا إلى هؤلاء الذين لا يؤمنون .. وفى الإشارة إليهم مناداة