ختم الله عليها .. إنها ستنطق ولكن بعد أن تشهد الجوارح كلها ، فلا يكون لهم حجة تنطق بها الألسنة .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢٤ : النور)
قوله تعالى :
* (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ)
أي لو شاء الله لطمس على أعين هؤلاء المشركين ، وهم فى هذه الدنيا ، وأنزل بهم هذا العقاب الرادع ، فأسرعوا إلى الإيمان ، واستبقوا إليه ، تحت ضغط هذا النذير ، ولكن الله سبحانه لم يشأ هذا بهم ، ولم يلجئهم إلى الإيمان اضطرارا ..
فقوله تعالى : (فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ) سبب للطمس على أعينهم ، والفاء للسببية ..
وقوله تعالى : (فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) أي فكيف يبصرون ، إذا طمس الله على عيونهم؟ إن هذه الإبصار نعمة جليلة من نعم الله ، وقد أبقاها الله لهم فلم يطمس عليها .. أفلا يرعون هذه النعمة المهددة بالطمس؟ ثم ألا ينظرون بها ، ويهتدون إلى الإيمان ويستبقون بها إلى صراط الله المستقيم؟
قوله تعالى.
* (وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ) أي لو شاء الله كذلك ، لمسخهم على مكانتهم التي هم فيها من الضلال والعناد ، هو لم يدخل على مشاعرهم شيئا من الإيمان ، ولأمسك بهم على الكفر فما استطاعوا «مضيّا» أي اتجاها إلى الإيمان ، ولا رجوعا عما هم عليه من طرق الضلال ..