قوله تعالى :
* (وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ) معطوف على قوله تعالى : (حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ) أي وآية لهم أنا خلقنا لهم من مثل هذا الفلك ، مراكب يركبونها فى البر ، وهى الإبل التي تسمى سفائن الصحراء ، والخيل ، والبغال والحمير ، وغيرها مما يركب ، ويحمل عليه ..
قوله تعالى :
* (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ* إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ ..)
أي أنه إذا كان من قدرة الله أن سخّر الفلك لتجرى فى البحر بأمره ، فلا يغرق راكبوهم فإن من قدرته سبحانه أن يغرق هذه السفن ، بمن فيها من أولاد وأموال ، فلا يجدون من يسمع لهم صراخا ، أو يستجيب لهم ، أو يقدر على إنقاذهم إن سمع واستجاب .. فهم هلكى لا محالة ، إلّا أن تتداركهم رحمة الله ، وإلا أن تكون لهم بقية من أجل ..
فقوله تعالى : (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) استثناء من قوله تعالى : (فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) أي لا ينقذهم منقذ أبدا إلا رحمة الله ، وما لهم من أجل لم ينته بعد ..
____________________________________
الآيات : (٤٥ ـ ٥٤)
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها