وغرّد حادي الرّكب وانشقّت العصا |
|
وأصبحت مسلوب الفؤاد مفجعا |
كفى حزنا من حادث الدّهر إنّني |
|
أرى البين لا أستطيع للبين مدفعا |
وقد كنت قبل البين بالبين جاهلا |
|
فيا لك بين ، ما أمرّ وأفظعا (١). |
وأنشده أبو السّائب (٢) ، وغيره ، فقال المهديّ : لأغنينّكم ، فأجازهم لكلّ واحد بعشرة آلاف دينار (٣) ، هذه رواها أبو العبّاس بن مسروق ، عن عبد الرحمن بن هارون العدويّ ، عن عبد الملك بن الماجشون.
وقال نفطويه : انقطع المهديّ عن خاصّته في الصّيد ، فنزل يبول ، ودفع إلى أعرابيّ فرسه ، فاقتلع من خيله السّرج ، ثم تلاحقت الخيل فأحاطت به ، فهرب الأعرابيّ ، فأمرهم بردّه ، وخاف الأعرابيّ فقال : خذوا ما أخذنا ودعونا نذهب إلى خزي الله وناره ، فصاح به المهديّ : تعالى لا بأس عليك ، فقال : ما تريد ، جعلني الله فداء فرسك ، فضحكوا وقالوا : ويلك ، قل : جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين ، فقال : أو هذا أمير المؤمنين؟ قالوا : نعم ، قال : والله لئن أرضاه هذا منّي ما يرضيني ذلك فيه ، ولكن جعل الله جبريل وميكائيل فداءه ، وجعلني فداءهما ، فضحك المهديّ ، وطاب له ، وأمر له بعشرة آلاف (٤).
وحكى ابن الأخباريّ ، عن أبيه بإسناد أنّ المهديّ أعطى رجلا مرّة مائة ألف دينار ، وكان قد شكا أنّ عليه خمسين ألف دينار.
أبو صوافيه أحمد بن إسماعيل ، نا الأصمعيّ قال ، حدّثني حسن الوصيف حاجب المهديّ قال : كنّا بزبالة إذ جاء أعرابيّ فقال : يا أمير المؤمنين ، جعلني الله فداك ، أنا عاشق ، فدعا به فقال : ما اسمك؟ قال : أبو ميّاس ، قال : من عشقتك؟ قال : بنت عمّي ، وقد أبي أن يزوّجها ، قال : لعلّه أكثر منك مالا ، قال : لا أنا أكثر منه مالا ، قال : فما القصّة؟ قال : أدن منّي
__________________
(١) تاريخ بغداد ٥ / ٣٩٦.
(٢) انظر : تاريخ بغداد ٥ / ٣٩٦.
(٣) تاريخ بغداد ٥ / ٣٩٦.
(٤) تاريخ بغداد ٥ / ٣٩٨ ، خلاصة الذهب المسبوك ٩٤.