وقد بتّ كذا الدّولابيّ فقال في «كتاب الضّعفاء» : نا محمد بن شجاع بن الثّلجيّ ، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهديّ قال : كان حمّاد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث ، يعني أحاديث في الصّفة ، قال : فخرج إلى عبّادان ، فجاء وهو يرويها ، فلا أحسب إلّا شيطانا خرج إليه من البحر فألقاها إليه (١) ،
ثم قال ابن البلخيّ : وسمعت حمّاد بن صهيب يقول : إنّ حمّاد بن سلمة كان لا يحفظ ، فكانوا يقولون : إنّها دسّت في كتبه (٢).
وقد قيل : إنّ ابن أبي العوجاء كان ربيبه ، فكان يدسّ في كتبه هذه الأحاديث (٣).
قلت : ما ابن شجاع بمصدّق على حمّاد ، فقد رمي بأمر عظيم ، وكان يتجهّم وأمّا حمّاد رضياللهعنه ، فما كان له كتب ، بل كان يعتمد على حفظه ، فربّما وهم كما قال أبو عبد الله الحاكم ، قد قيل في سوء حفظه وجمعه بين جماعة في إسناد واحد بلفظ.
ولم يخرج له مسلم في الأصول إلّا عن ثابت.
قلت : من اتّهم حمّادا فهو متّهم على الإسلام (٤).
قال البخاريّ (٥) : توفّي حمّاد بن سلمة حين بقي من سنة سبع وستّين أحد عشر يوما.
٨٣ ـ حمّاد بن أبي ليلى (٦). واسم أبي ليلى ميسرة ، وقيل سابور ، أبو
__________________
= قيس بن سعد ، فكان يحدّثهم من حفظه ، فهذه قضيته».
وانظر : الكامل في الضعفاء ٢ / ٦٧٠ و ٦٧٢.
(١) الكامل في الضعفاء ٢ / ٦٧٦.
(٢) الكامل في الضعفاء ٢ / ٦٧٦.
(٣) الكامل في الضعفاء ٢ / ٦٧٦.
(٤) وهذا قول ابن المديني ، وأحمد بن حنبل. (الكامل في الضعفاء ٢ / ٦٨٢).
(٥) ليس في تاريخه الكبير ٣ / ٢٢ سوى ما نقله عن «محمد بن محبوب : مات سنة سبع وستين ومائة».
(٦) سبقت ترجمته في الطبقتين السابقتين من هذا الكتاب : (الطبقة الخامسة عشرة ـ ص ١١٣) =