(وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ؟ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ؟ إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
أسئلة إنكارية ، ينكر بها الرجل على نفسه ألا يكون فى العابدين لله ، الذي فطره ، والذي إليه موعده ولقاؤه مع الناس ، يوم الحشر ، إنه لا بد أن يكون له إله يعبده .. أفيترك عبادة من خلقه ورزقه ، والذي يميته ثم يحييه .. ويعبد آلهة من دون الله ، إن يرده الله بضر لا تغنى عنه هذه الآلهة شيئا ، ولا تمد يدها لإنقاذه مما يريده الله به من ضر؟ (إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)!! وأي ضلال بعد هذا الضلال ، الذي يدع فيه الإنسان حبل النجاة الممدود إليه ، ثم يتعلق بأمواج البحر الصاخبة ، وتيارانه المتدافعة؟.
(إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ). وهكذا يقولها صريحة مدويّة فى وجه القوم .. إنها هى كلمة النجاة ، وحسبه أن يمسك بها ، وليكن ما يكون ..! وألا فليسمعوها عالية مدوية متحدية .. إنها كلمة الحق التي يجب أن ترتفع فوق كل كلمة ، وتعلو على كل نداء.
(قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ) ـ هذا هو الجواب الذي تلقاه الرجل المؤمن ، ردّا على إقراره بالإيمان بربه .. وهو الجزاء الذي يلقاه كل مؤمن صادق الإيمان ..
والقول الذي قيل لهذا المؤمن ، إما أن يكون فى الحياة الدنيا ، بوحي من الله سبحانه وتعالى ، وإما أن يكون ذلك بعد الموت ، حيث يعلم المرء مكانه من الجنة أو النار فيقال له يومئذ : «ادخل الجنة» فهى الدار التي أعدّها الله لك.
(قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)!