وإنه لا خشية إلا عن معرفة الذّات التي تخشى ، ويخشى سلطانها ، ويخاف بأسها.
وإنه لا معرفة إلا عن نظر ، وتفكر ، وتدبر ..
فمن كان أكثر معرفة لله ، وعلما بما له من صفات الكمال والجلال ـ كان أكثر خشية لله ، وتوقّيا لحرماته ..
وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) أي أنه مع ما لله من عزة وقوة وسلطان ، فإنه سبحانه ، غفور ، يلقى أهل الإساءة بالمغفرة ، إذا سألوا هم مغفرته ، وطلبوا عفوه ، والتمسوا رضاه.
____________________________________
الآيات : (٢٩ ـ ٣٧)
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠) وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٣٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ(٣٤) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ