سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) (٢٠ : محمد).
ـ وقوله تعالى : (فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) أي أنه إذا خرج المنافقون من هذا الكرب ، أطلقوا لألسنتهم العنان في النبي والمسلمين ، بكل بهتان من القول ، وخبيث من الكلم ..
والسلق بالألسنة : الرمي بالهجر من القول منها ..
والألسنة الحداد : أي الألسنة المسعورة الجارحة ، الذلقة في الحديث ..
فالمنافقون ، أحدّ الناس ألسنة ، وأكثرهم قولا ، وأقلهم فعلا .. إن بضاعتهم كلها من زيف الكلام ، وباطله ، ينفقون منه في سخاء بلا حساب!
ـ وقوله تعالى : (أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ) أي أنهم أسخياء في الثرثرة باللغو من القول ، والباطل من الحديث ، على حين أنهم أشحاء على الخير ، قولا وعملا ، فلا ينطقون بقولة حق يقولونها ، ولا يسمحون بكلمة خير تخرج من أفواههم ..
ـ وقوله تعالى : (أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا) تشهير بهم ، وفضح لهم على الملأ ، وتعرية لهم من الإيمان الذي لبسوه ظاهرا ، ولم يفسحوا له مكانا فى قلوبهم ..
ـ وقوله تعالى : (فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ) أي لم يتقبل الله منهم عملا ، حتى ما كان صالحا .. لأن الإيمان هو المدخل الذي تدخل منه الأعمال الصالحة إلى مواطن القبول من الله .. وهؤلاء لم يكونوا مؤمنين ، فلا عمل يقبل منهم أبدا ، ولا يقوم لهم بنيان ، ولا يصلح لهم أمر مما يبيتون ويدبرون.