قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
فى الآية حكمان واقعان على الذين كفروا بآيات الله واليوم الآخر ..
الحكم الأول : أنهم في يأس من رحمة الله .. إنهم لا يرجون رحمة الله ، لأنهم لا يؤمنون به .. ولو كانوا يؤمنون بالله لآمنوا باليوم الآخر ، ولعملوا في هذه الدنيا أعمالا صالحة ، يرجون بها رحمة الله ، ويبتغون ثوابه ..
والحكم الآخر : أن لهم في الآخرة عذابا أليما ، إذ لم يكن لهم نصيب من رحمة الله .. لأنهم لم يرجوها ولم يعملوا لها.
قوله تعالى :
(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
تجىء هذه الآية فتصل أحداث قصة إبراهيم ، التي فصلت بينها الآيات السابقة ، التي جاءت في سياق القصة ـ تجىء والنفوس متشوقة إلى متابعة أحداثها ، والأبصار شاخصة إلى ما يطلع عليها من وجوه الأحداث المتوقعة ، فكان ذلك القطع لمجريات الأحداث ، أشبه بصدمة قوية ، تتنبّه لها حواسّ الإنسان وتستيقظ لها مشاعره ومدركاته ، لينظر ما ذا جرى ، وما ذا هناك من أمر قطع تيار الأحداث التي تجرى فيها القصة .. وهنا تلقاه هذه الآيات التي تلفت الأنظار ـ فى قوة ـ إلى قدرة الله ، وإلى ماله من تدبير وتصريف ، فى هذا الوجود ، وأنه سبحانه يبدأ الخلق ثم يعيده ، وأنه يعذّب من يشاء ويغفر لمن يشاء ،