بسم الله الرّحمن الرّحيم
____________________________________
الآيات : (١ ـ ٧)
(الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (٣) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٤) مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥) وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ)(٧)
____________________________________
التفسير :
فى هذه الآيات التي بدئت بها السورة ، تقرير لما ختمت به سورة «القصص» قبلها ، وهو أن الإيمان بالله ، ليس مجرّد كلمة ينطق بها اللسان ، وإنما هو عقيدة تسكن القلب ، وعمل تقوم به الجوارح ، وجهاد شاق متصل .. وبهذا يكون للإيمان وزنه واعتباره ، ويكون للمؤمنين شأنهم ومقامهم ..
فالمؤمنون ، الذين لقيتهم هذه الآيات في أول الدعوة الإسلامية ـ كانوا فى وجه محنة قاسية ، حيث انخلعوا عن أهليهم ، وانعزلوا عن مجتمعهم ، وكانوا قلة قليلة في مواجهة عاصفة عاتية ، تسوق إليهم البلاء بغير حساب ، حتى هاجروا من ديارهم ، وخرجوا من أموالهم .. فلما اجتمع لهم في موطنهم