وإذن فلا حساب لأهل ، أو مال ، أو ولد ، مع الدّين الذي يشد الإنسان إلى الله ، ويقيمه على ولاء له .. فالأهل والمال ، والولد ، وكل شىء هالك ، فيصبح الإنسان أو يمسى ولا شىء له ، أو معه من هذا ، ثم يلتفت فلا يجد إلا ما ادخر عند الله من إيمان وتقوى .. (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (٤٦ : الكهف)
ـ وفي قوله تعالى : (لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) هو إلفات إلى الله سبحانه وتعالى ، وإلى أنه جلّ شأنه المتفرّد بالبقاء ، وبالحكم بين العباد ، يوم يرجعون إليه .. فالذين كانوا على ولاء مع الله ، يدخلون في ظلّ هذا الولاء ، فيجدون الأمن والسلام ، والذين عادوا الله وحادّوه ، وكفروا به وبرسله ، يظلمون في العراء ، بعيدين عن هذا الظل الكريم الرحيم ، (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)