النبي ، وكل من آمن به ، ودان بيوم البعث وعمل له .. إنهم يبشرون في الناس بأن لا بعث ، وينشرون فيهم هذا المعتقد الفاسد ، حتى يكثر الواردون معهم على مراتع الحياة الدنيا .. (يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) (١٢ : محمد)
قوله تعالى :
(قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ)
هو ردّ على هؤلاء المشركين المنكرين ليوم البعث ، الساخرين بالمؤمنين به .. وقد أعطى الله سبحانه نبيه الكريم هذا الجواب الذي يجيب به على سؤالهم المتهكم المنكر .. وهو جواب يحمل إليهم نذر هذا اليوم ، ويذيقهم جرعات من بعض العذاب المعدّ لهم فيه ..
وقوله تعالى : (عَسى) هو يقين واقع ، لا رجاء متوقع .. فما يعد الله سبحانه وتعالى به فهو واقع لا شك فيه ، على أية صورة جاء عليها الوعد ..
وإنما جاء هذا الوعد في صورة الرجاء ، استهزاء بالمشركين المكذّبين ، ليقابل استهزاءهم الذي جاء في هذا الاستفهام الإنكارى في قولهم : (مَتى هذَا الْوَعْدُ)؟ .. ثم هو مطاولة لهم في طغيانهم ، وإملاء لهم فيما هم فيه من تكذيب.
وقوله تعالى .. (رَدِفَ لَكُمْ) أي وقع لكم ، وعلق بكم ، بعض هذا العذاب الذي تنكرونه وتستعجلونه .. ولكنكم لا تشعرون به ، لأنكم فى غمرة من جهلكم وضلالكم ..
وأصل الرّدف : ما يجىء في عقب غيره .. ومنه الرديف ، وهو من