قوله تعالى :
(وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) ..
المكر : التدبير للأمر ، والإعداد له قبل الأخذ في تنفيذه.
أي أنهم دبروا تدبيرا ، ودبر الله تدبيرا .. والله سبحانه يعلم ما دبروا من أمر ، وما أحكموا من خطط ، وهم لا يعلمون ما قد دبر الله ، وما أعد لهم من نكال وبلاء.
قوله تعالى :
(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ).
الخطاب هنا للنبى ، صلوات الله وسلامه عليه ، ولكل من كان أهلا للنظر والاعتبار .. وفي هذا النظر إلى مكر هؤلاء الرهط ، وإلى ما أعقب هذا المكر ، يرى ما نزل بهم من نقم الله ، وما حل بهم وبقومهم جميعا من هلاك لهم ، وتدمير لديارهم! وهكذا يصيب الشرّ أهله ، ثم يمتد فيشمل من كان معهم ، ممن لم يشاركوا في هذا الشرّ ، ولكنهم لم يتصدّوا للأشرار ، ولم يأخذوا على أيديهم .. والله سبحانه وتعالى يقول : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (٢٥ : الأنفال) ويقول سبحانه : (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً) (١٦ : الإسراء).
وهكذا أرادوا الهلاك لصالح وأهله ، فأهلكهم الله ، وأهلك أهلهم جميعا ..
قوله تعالى :
(فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).