فكذلك كان في هذه الجماعة أكثر من رأس ، لقد كان فيها تسعة رءوس ، كلها فاسد ، لا يدعو إلا إلى الشر ، ولا يعمل إلا فيما هو شر ..
والرهط ، من الثلاثة إلى العشرة ..
وليس المراد بالرهط هنا العدد ، وإنما المراد به «النفر» أي الواحد ، الذي يطلق على الجماعة أيضا .. وإنما ذكّر الرهط ، للإشارة إلى أن الواحد من هؤلاء التسعة كان رأسا في القوم ، وأنه أشبه برهط ، من حيث أثره فى الجماعة ، وفي الشر الذي يخرج من بين يديه.
قوله تعالى :
(قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ).
قرىء : «لتبيتنه» ثم «لتقولنّ» بضمير الخطاب ..
والتقاسم : تفاعل من القسم ، وهو الحلف .. وذلك بأن يحلف كل واحد منهم للجماعة بما يحلفون عليه .. والبيات : الهجوم ليلا .. والولي : هو الناصر والقريب ، والمراد به هنا وليّ الدم.
والمعنى ، أن هؤلاء النفر ، قد ائتمروا فيما بينهم ، على أن يهلكوا صالحا وأهله ، فأقسموا على ذلك ، وجعلوا لتنفيذ هذه المؤامرة وقتا ، هو الليل .. ثم اتفقوا كذلك على الموقف الذي يلقون به ولى الدم ، لصالح وأهله ، وذلك بأن ينكروا أنهم شهدوا مصرع صالح ومن معه ..
وقوله : (ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ) .. والضمير في أهله