موارد الحق ، وجرى في قلوب سليمة ونفوس طيبة.! وإن الإنسان بهذا العلم يقهر أعتى قوة خفية ، هى الجن.
والذين يستكثرون على العلم أن ينقل عرش ملكة سبأ من اليمن إلى الشام فى غمضة عين ، والذين يقفون من هذا الخبر القرآنى موقف التوقف ، أو التشكك أو الاتهام ، حسبهم أن ينظروا في آيات العلم الحديث ، وما حقق من معجزات في عالم المادة ، حيث ينقل صور الأشياء من سطح القمر إلى الأرض في لحظة خاطفة على لوح «التليفزيون» ..
فإذا كان هذا هو سلطان العلم المادي على المادة ، فهل ينكر أن يكون سلطان العلم الروحي على المادة أضعاف ما للعلم المادي عليها؟ إن العلم المادي ما هو إلا إشارة خافتة من إشارات العلم الروحي ، وليس إلا ومضة خاطفة من سناه المتألق!
أما كيف يتم هذا ، فإن تصوره ممكن ـ فى ضوء العلم المادي ـ!
فالمادة كما نعرف ـ وكما أشرنا إلى ذلك من قبل ، هى نور ، تجسد من اجتماع الذرات ، وتركيبها على وجه خاص ، وإذا كان ذلك كذلك ، فإنه من اليسير على العلم الروحي أنه ينفخ في أية صورة من صور المادة ، فتتحول إلى ضوء ، ثم يستقبل هذا الضوء في أي مكان يريده ، فينفخ فيه مرة أخرى فإذا هو على صورته الأولى.
ومن يدرى! فلعل العلم المادي يبلغ يوما ، شيئا من هذا الذي في مجال العلم الروحي!.
ونعود إلى القصة :
وها هي ذى ملكة سبأ بين يدى سليمان .. وقد دبر لها سليمان امتحانا ، يختبر