الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٧٥)
____________________________________
التفسير :
ولا تختلف قصة لوط مع قومه ، عن قصة كل نبى سبقه ، أو جاء بعده مع قومه .. إنه داعية يدعو باسم ربه إلى خير ، وإلى هدى ، وقومه ـ إلا قليلا منهم ـ يتصدون له ، ويقفون في وجه دعوته ، مهددين ، متوعدين ، بالهلاك ، أو الطرد من الديار ..
وإذا كان ثمة اختلاف بين قوم وقوم ، فهو في نوع الداء المتمكن منهم ، والذي يتسط عليهم ، ويحكم تصرفاتهم في الحياة .. فهم ـ أي الأقوام جميعا يحملون في كيانهم عللا نفسية ، وأمراضا روحية ، وعقلية ، ولكنّ لكل قوم داءهم الغالب عليهم ، وعلتهم المتمكنة منهم ، إلى جانب العلة الغليظة المشتركة بينهم ، وهي الكفر أو الشرك بالله.
والداء المتمكن من قوم «لوط» إلى جانب الكفر بالله ، هو هذا المنكر الذي كانوا يعيشون فيه ، ويأتونه جهرة من غير حياء أو خجل ، وكانوا في ذلك أول من حمل هذا الداء ، الذي تفشّى في الناس فيما بعد ، كما تتفشى الأمراض الجسدية ، التي تظهر في الناس زمنا بعد زمن .. وفي هذا يقول الله تعالى على لسان لوط ، مخاطبا إيّاهم بهذا القول : (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) (٨٠ : الأعراف)
ومن مفردات هذه الآيات :
قوله تعالى : (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ) أي أتتصلون بالذكور ، من