الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بالفلاح .. فمن صفات هؤلاء المؤمنين ـ مع ما وصفوا به من قبل ـ أنهم يرعون الأمانات ، ويحفظون العهود .. ومن الأمانات ، والعهود ، هذه التكاليف التي كلّف بها الإنسان ، وهذه الأوامر التي أمر بها .. ورعاية هذه التكاليف ، وتلك الأوامر ، هو القيام عليها ، والتزام حدودها .. والخروج عليها ، هو عدوان عليها ، وعلى الله سبحانه!
قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) ـ هو من صفات المؤمنين المفلحين أيضا .. وهو محافظتهم على الصلوات ، وأداؤها فى أوقاتها ، بعد أن وصفوا من قبل بأنّهم فى صلاتهم خاشعون ..
وقدمت الخشية فى الصلاة ، على المحافظة عليها .. لأن الخشية هى المطلوب الأول من الصلاة ، وأن صلاة بغير خشوع وخشية ، لا محصّل لها ، ولا ثمرة منها ..
قوله تعالى :
(أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
هو بيان للجزاء الحسن ، الذي يجزى الله سبحانه وتعالى به المؤمنين ، الذين وصفوا بهذه الصفات ، وهو ما يكشف عن فلاحتهم ، وفوزهم ، وإنه لا فلاح أعظم من هذا الفلاح! ولا فوز أكرم من هذا الفوز ..!
وأي فلاح أعظم ، وأي فوز أكرم ، من أن تكون الجنة ميراثا خالدا أبدا ، يعيش فيه أولئك المؤمنون المفلحون!