يكون مطيعة ذلولا له .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) (٧٦ : النساء) إن هؤلاء الضالين الآثمين ، الذين يقفون فى وجه الحق ، هم صنائع الشيطان ، وهم كيده الذي يكيد به لأولياء الله ، وأنبياء الله ، ورسل الله .. وهذا «الكيد» الذي هو من أولياء الشيطان .. هو كيد ضعيف ، وسراب خادع ، لا يقف للحقّ ، ولا يحتمل صدمته! ..
وعلى هذا ، فإن ما يلقى به الشيطان فى أمنية الرسول أو النبىّ ، من ضلالات وأباطيل ، وما يستنبت به فى منابت الحق من شوك وحسك ـ هو سحب صيف ، لا تلبث أن تنقشع من وجه الشمس ، وإذا شعاعها يملأ الآفاق ، وإذا ضوؤها يبدد كل ظلام ، وإذا حرارتها تتمشّى فى أوصال الكائنات .. (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ .. فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) (١٧ : الرعد)
وهكذا يذهب ما يلقى الشيطان فى أمنيّة الرسول أو النبي .. هباء ، حيث يخلص النبي أو الرسول بأوليائه ، وهم صفوة المجتمع ، والثمرات الطيبة فيه ، على حين يستولى الشيطان على أتباعه ، ويسوقهم إلى حظيرته ، حيث هم حصب جهنم وحطبها!
واستمع بعد هذا إلى قوله تعالى : (فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) وانظر كيف كانت عاقبة هذا الصراع بين النبي أو الرسول ، وبين الشيطان وأولياء الشيطان .. لقد أحكم الله سبحانه وتعالى آياته ، فنسخ أي أبطل .. ما ألقى الشيطان ، ثم أحكم سبحانه آياته ، وثبّت قواعدها ..
ولا يعترض على هذا القول ، بأن الرسول أو النبىّ كانت أمنيّته هى هداية