التفسير :
* قوله تعالى : (وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً).
الواو ، فى قوله تعالى : (وَقُلْ لِعِبادِي) للاستئناف ، وما بعدها كلام مستأنف ، موجّه إلى «عباد الله» ..
وعباد الله ، هم الذين أضافوا أنفسهم إلى الله ، فقبل الله سبحانه وتعالى ضيافتهم ، وأضافهم إليه ، إضافة تكريم هكذا : «عبادى» .. حتى لكأن غيرهم من المشركين والضالين ، ليسوا عباده ، الذين يستحقون إضافتهم إليه سبحانه ، وإن كانوا عبيدا له : (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) (٩٣ : مريم).
ـ وقوله تعالى : (الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أي القولة (الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ، وهى الإيمان بالله واليوم الآخر ، على حين قال المشركون والكافرون القولة السيئة ، قولة الكفر بالله وباليوم الآخر .. فهذه القولة من عباد الله ، هى اعتقاد بالقلب ، وعمل بالجوارح ، وذلك هو الذي يؤهّلهم لهذا المقام الكريم ، فيضيفهم المولى جل وعلا إليه : «عبادى» وقوله تعالى : (إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ) أي يفسد بينهم ، ويعمل على إضلالهم ، وعباد الله هم الذين يحرسون أنفسهم منه ، ويردّون كيده إلى نحره ، كما يقول سبحانه : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) (٤٢ : الحجر).
قوله تعالى : (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً).
هذه الآية ردّ على اعتراض ، قد يدور فى بعض الرءوس ، فيقول قائل :