كما نجد المناسبة أيضا : بين قوله تعالى : فى آخر سورة الكهف : (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) وبين قوله تعالى فى مطلع سورة مريم : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ ...) إلى قوله تعالى : (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) .. فعيسى عليهالسلام ، ليس إلا كلمة من كلمات الله التي لا تنفد .. كما يقول سبحانه : (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ) (١٧١ : النساء).
قوله تعالى :
(كهيعص) ...
بهذه الأحرف الخمسة تبدأ السورة ، وهى تكاد تكون فريدة فى هذا البدء ، بذلك العدد الكثير من الحروف ، لا يشاركها فى هذا إلا سورة الشورى ، فقد بدأت مثلها بخمسة أحرف مرتبة على هذا النحو : (حم* عسق) .. وقد انفردت كل منهما بأربعة أحرف ، واشتركتا معا فى حرف واحد هو العين.
ولا نستطيع أن نعل لهذه الكثرة من الحروف ، فذلك وجه من وجوه إعجاز القرآن الذي لا يزال سرا محجبا لم ينكشف لنا. وإن يكن قد انكشف للراسخين فى العلم ، فجعلوه سرا ، لم يؤذن لهم البوح به!
قوله تعالى : * (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا* إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا).
ـ (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ) «ذكر» خبر لمبتدأ محذوف تقديره ، هذا ، و «عبده» مفعول به للمصدر «ذكر» و «زكريا» بدل من «عبده».
ـ ومعنى (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ) أي : هذا خبر رحمة ربك ، وألطافه بعبده زكريا ..