كفروا أن يتخذوا عبادى من دونى أولياء ، ثم لا يلقون جزاء هذا العمل الفاسد الأثيم؟ كلا .. (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) وإذ كانوا يعملهم هذا قد دخلوا مداخل الكفر ، وأصبحوا فى زمرة الكافرين ، فإن جزاءهم هو جزاء الكافرين ، ولا جزاء للكافرين إلّا جهنم التي جعلها الله المنزل الذي ينزلونه يوم الدّين ..
قوله تعالى :
* (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً* أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً* ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً).
الاستفهام هنا خبرى ، يراد به الكشف عن المجرمين ، وعن الطريق الذي ركبوه ، حتى وصلوا إلى هذا الذي هم فيه من كفر وضلال.
وفى سوق الخبر فى مساق الاستفهام ، إثارة الانتباه إلى ما وراء هذا الاستفهام من جواب عليه .. ولو جاء الخبر مباشرا لما كان له هذا الوقع على النفس ، حين تتلقاه بعد هذا الاستفهام المثير لحبّ الاستطلاع!
والآيتان تقرران حكما هو : أن أخسر الناس أعمالا ، وأبخسهم حظا بما عملوا ، هم هؤلاء الذين يركبون الطريق المعوج ، طريق الضلال ، وهى فى حسابهم وتقديرهم أنها طريق خير وفلاح .. فمثل هؤلاء لا يرجى لفسادهم صلاح أبدا ، إذ لا تكون منهم لفتة إلى أنفسهم ، ولا نظر إلى ما هم فيه من سوء ، حيث يرون أنهم على أحسن حال وأقوم سبيل!
إن الذي يركب الشرّ ، وهو عالم أنه على طريق الشر ، لا يعيش مع نفسه