ورابعا : أسباب العبد الصالح ، تجرى على مستوى قدرى ، فوق مستوى البشر ..
أما أسباب ذى القرنين فتجرى على مستوى العقل البشرى ، حيث يأخذ الأمور بأسبابها الظاهرة التي تبدو لعين العاقل ، البصير ، العالم ..
ومع هذا ، فإن أسباب كلّ منهما تلتقى عند نهايتها بما هو مطلوب ومحمود ..
وهذا يعنى أن مستوى البشرية ، يستطيع أن يرتفع بما يكتسب من العلم والمعرفة إلى حيث يجرى فى طريق مستقيم ، تتكشف فيه لبصيرته مواقع الحق والخير ، فلا يخطىء الغاية ، ولا يضل السبيل ..
وهذا يعنى من جهة أخرى أن العلم المكتسب : إذا صادف قلبا سليما ، وعقلا حكيما ، ونفسا مطمئنة ، كان أشبه بما يفاض على الإنسان فيضا ، مما يفتح الله للناس من رحمته ، فضلا ، وكرما ، من غير كسب!
ذلك أن فى الإنسان ـ كل إنسان ـ قبسة من العالم العلوىّ إذا أمدّها الإنسان بالسعي والجدّ فى تحصيل المعرفة ، ونفخ فيها من روحه وعزمه ، ظلت مضيئة مشرقة ، ثم ازدادت مع السعى والجدّ ضياء وإشراقا ..
أما إذا أهمل الإنسان هذه القبسة العلوية التي فى كيانه ، ولم يمدّها من ذات نفسه بالوقود المناسب لها ، خبت ، ثم انطفأت وخمدت!
«تساؤلات .. وتصورات»
وفى أحداث القصة أمور لفتت إليها الأنظار ، وأثارت كثيرا من التساؤلات ، التي أدت بدورها إلى كثير من المقولات المتضاربة ، الناجمة فى