والضلال ، وبين الله والشيطان .. فانحازوا إلى جانب الشيطان وركبوا معه مركب الغواية والضلال ..
قوله تعالى :
* (ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) ضمير النصب فى قوله تعالى : (ما أَشْهَدْتُهُمْ) يراد به أولئك المعبودون ، الذين يعبدهم المشركون من دون الله!
فهؤلاء المعبودون أيّا كانوا ، هم ممن زيّن الشيطان للنّاس عبادتهم ، حيث أضلّهم ، وأعمى أبصارهم ، ثم دعاهم فاستجابوا له ، وعبدوا من المعبودات من صوّره لهم ، وأراهم فيه الإله الذي يعبدونه .. ومن هنا صح أن يكون كلّ من عبد غير الله ، عابدا للشيطان ، أصلا ، وإن كان فى واقع الأمر عابدا صنما ، أو إنسانا ، أو ملكا .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ* قالُوا سُبْحانَكَ .. أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ .. بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) (٤٠ ـ ٤١ : سبأ).
ـ وفى قوله تعالى : (ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) تشنيع على أولئك الذين يعبدون غير الله ، ويستجيبون لدعوة إبليس ، وذريته .. فإن إبليس لم يكن هو وذريته إلا خلقا من خلق الله ، وأنهم ليس لهم سلطان مع الله ، فما شهدوا خلق هذا الوجود ، وما فيه من سموات وأرضين ، بل إنهم لم يشهدوا خلق أنفسهم .. إذ كيف يشهد المخلوق خلق نفسه؟ وإذن فما سلطان هؤلاء المخلوقين على الناس ، وهم خلق مثلهم؟ وكيف يقبل مخلوق أن يستدلّ لمخلوق مثله ، بل ويعبده ، من دون الله؟.
ـ وفى قوله تعالى : (وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) عرض لإبليس