له دين يصله بأسباب السماء ، فيضيف هذه الأحداث إلى قدرة القادر .. رب العالمين.
فنومة أصحاب الكهف ، على تلك الصورة العجيبة ، طوال هذا الزمن المتطاول ، ثم يقظتهم بعد مئات السنين .. وإحاطة التدمير والتخريب بهذه الروضة الأريضة على هذه الفجاءة ، التي لا تتصل بها أسباب ولا مقدمات .. وهذه الأحداث التي يجريها الرجل الصالح على غير ما يبدو من طبائع الأشياء ، والتي ينظر إليها «موسى» نظر عجب واستنكار ، ثم يظهر له فيما بعد أن هذا هو الوجه السليم لها .. وذو القرنين ، وما مكّن الله له فى مشارق الأرض ومغاربها ، والحاجز العجيب الذي أقامه فى وجه يأجوج ومأجوج ـ كل هذه الأحداث ، معجزات قاهرة ، تدعو الإنسان إلى أن يقف طويلا حيالها ، ثم لا يجد لها سندا يضيفها إليه ، إلا أن يكون الإله القادر ، الذي ينبغى أن ينفرد بالألوهية .. فلا يكون للإنسان معبود سواه ، يولّى وجهه إليه ، ويخلص العبودية له.
فقصّة أصحاب الكهف ، تجىء مع هذه القصص ، وكأنها جميعها قصة واحدة ، تخدم جميعها دعوة التوحيد ، والتعرف على الخلاق العظيم ، وما أودع فى الموجودات من آيات قدرته ، وعلمه ، وحكمته.
* * *
ونعود لقصة أصحاب الكهف ، من حيث هى قصص فنّى ، يعالج فكرة ، ويهدف إلى غاية!.
وأول ما يطالعنا من هذه القصة أنها تعرض فى صورتين :
الصورة الأولى ، صورة مصغرة ، تضغط فيها الحوادث ، وتطوى فيها الأزمان والأمكنة ، فلا تتجاوز الآيات التي ترسم هذه الصورة ـ ثلاثا ، هى :